#حمدي_رزق يكتب: غريب الدار في وزارة البترول
جاء من خارج قطاع البترول يسعى لتعويمه، أتحدث عن وزير البترول والثروة المعدنية المهندس «كريم بدوى»، ينطبق عليه شعبيا وصف «غريب الدار».
السيرة الذاتية والعملية للمهندس «كريم» معتبرة، ونجاحاته مع القطاع فى مشروعات الرقمنة والتسويق، رشحته وزيرا لكنه من خارج قطاع الاستكشاف والإنتاج، وهذا «قلب المفاعل» كما يقولون.
أهل مكة أدرى بشعابها، وقطاع البترول واعر، أفقيا مساحته شاسعة، ورأسيا مشكلاته عميقة، يعانى من تخمة وظيفية؛ تعداد العاملين يزيد على ٢٢٠ ألف عامل، وهذا أربعة أضعاف ما يحتاجه القطاع.
وعجزا يقدر بنحو (٢٢ مليار دولار سنويا)، فضلا عن مستحقات الشريك الأجنبى مقابل استرداد تكاليف الاستكشاف والإنتاج والتشغيل والمخاطرة من (٨٠٠ مليون دولار إلى مليار شهريًا).
وتراجعا كاشفا فى الإنتاج، محليًا ننتج حوالى (٦٠٠ ألف برميل) فى اليوم من البترول السائل والمتكثفات، وخمسة مليارات قدم مكعب من الغاز الطبيعى فى اليوم، ظهرنا مكشوف، الإنتاج لا يلبى حاجاتنا الاستهلاكية.
مصر تستورد لاستكمال احتياج السوق المحلية من البنزين والسولار والبوتاجاز بتكلفة (٧٠٠ / ٨٠٠ مليون دولار شهريًا)، وللكهرباء من الغاز الطبيعى والغاز المسال والمازوت نستورد بـ (٥٠٠ مليون دولار شهريًا) فى الشتاء، و(٧٠٠ مليون) فى فصل الصيف.( من منشور أخير للخبير البترولى الكبير «صلاح حافظ).
إذن، الوزير فى مهمة إنقاذ عاجلة، ولا يملك الوقت ولا المخصصات، ولا يقوى على طلب المستحقات والمديونيات من الوزارات الشقيقة، وتنقصه خبرة القطاع لتحريك حفاراته المتعطلة.
الحاجة صارت ماسة لاستكشافات جديدة، وتنمية الحقول والآبار القديمة، وعلاج ما خلفته السنوات الماضية من تراجعات إنتاجية وتعاقدات استكشافية، عكست آثارها على مستويات الإمداد والتموين، وعبرت عن نفسها شعبيا فيما سمى «تخفيف الأحمال»، ما ترك صورة ذهنية سالبة عن القطاع.
وعليه اختصارا للوقت والمسافات نحو الهدف، مستوجب دعوة شيوخ قطاع البترول المخضرمين، لتداول خطة النهوض بالقطاع الذى يعد قاطرة الافتصاد الوطنى.
لدينا مخزون خبرات بترولية نادرة، والقطاع غنى بعناصر القوة، ومَن أعرفهم من الخبراء العظام جميعا جند مجندة فى حب هذا الوطن، وبعضهم أعماره تجاوز أعمار بعض حقول البترول والغاز الشهيرة، وكانوا أصحاب فضل فى الاستكشافات المهمة التى نقلت القطاع نقلة معتبرة فى مراحل سابقة.
مجمع الخبرات المقترح سيوفرون للوزير استشارات بترولية مهمة، مشكلات قطاع البترول مركبة، لا يستطيع الوزير سبر أغوارها دون مشورة هذه الخبرات الضاربة جذورها فى الآبار، تفكيك مشكلات القطاع بالسرعة والكفاية المستوجبة يستوجب عون شيوخ القطاع.
تقديرى ضرورة تشكيل لجنة استشارية من كبار الخبراء، وجميعا مستعدون تطوعا لخدمة الوطن، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الجيولوجى الخبير ماجد عبد الحليم، الاقتصادى البترولى تامر أبوبكر، مهندس كمال مصطفى، المهندس رفعت خفاجى، والقائمة الوطنية تطول، وكل منهم قامة وقيمة وتستشيرهم الشركات الأجنبية العملاقة.
مهمتهم فى قلب القطاع فحسب مراجعة أعمال البحث والاستكشاف التى كلفتنا ما لا نحتمل، والمساهمة فى تحديث الاتفاقيات البترولية بما يتناسب والمتغيرات العالمية، وتعرفهم جيدا الشركات الأجنبية العملاقة، ولهم علاقات دافئة مع نظرائهم خارج الحدود، وقادرون على تهيئة المناخات لعودة هذه الشركات للعمل فى الأراضى المصرية، ما يعد إنجازا عاجلا لوزير طامح للنجاح.