كيف تحمي طفلك من التنمر؟
في عصر يتسم بالتواصل المستمر والتفاعل الاجتماعي، تظل ظاهرة التنمر واحدة من أكثر القضايا المؤلمة التي تؤثر على الأطفال في المدارس والمجتمعات.
يُعرف التنمر بأنه سلوك عدواني متكرر يهدف إلى إيذاء شخص آخر، وقد يتخذ أشكالًا متعددة تشمل السخرية والمضايقة الجسدية والنفسية. تتسبب هذه الظاهرة في آثار نفسية وجسدية سلبية على الأطفال، مما يؤثر على صحتهم النفسية وتحصيلهم الأكاديمي وعلاقاتهم الاجتماعية.
وفقًا لعدة دراسات، يعاني 1 من كل 5 أطفال من التنمر بشكل منتظم، مما يستدعي الانتباه الجاد من الأهل والمعلمين والمجتمع ككل لبحث سبل التصدي لهذه المشكلة وتحقيق بيئة آمنة وداعمة لكل الأطفال. في هذا السياق، يتوجب علينا جميعًا التعاون والعمل على توعية الأطفال وتعليمهم مهارات التعامل مع التنمر، بالإضافة إلى توفير الدعم اللازم للضحايا.
أهمية الوعي
يؤكد الدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي، لـ”بوابة الأهرام” أن الوعي بمشكلة التنمر هو الخطوة الأولى في مواجهتها، “يجب على الآباء أن يكونوا على دراية بتصرفات أطفالهم وأن يراقبوا أي تغييرات في سلوكياتهم إذا لاحظوا أن طفلهم يعاني، يجب عليهم اتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة”.
التواصل الفعّال
ويشدد استشاري الطب النفسي، على أهمية التواصل المفتوح بين الآباء وأبنائهم، “تحدث مع طفلك بانتظام عن يومه، اسأله عن أصدقائه، وما إذا كان يشعر بالسعادة في المدرسة، هذا يساعد على بناء ثقة بينكما ويشجعه على مشاركة مشاعره”.
التنمر على الأطفال
تعليم مهارات المواجهة
وأضاف: يعتبر تعليم الطفل كيفية التعامل مع المتنمرين أمرًا بالغ الأهمية، “علّمه أن يرد بطريقة هادئة وواثقة، يمكن أن يكون رد الفعل الإيجابي أكثر فاعلية من المواجهة الجسدية”.
التنمر على الأطفال
تعزيز الثقة بالنفس
واستكمل استشاري الطب النفسي، أن تعزيز الثقة بالنفس يلعب دورًا كبيرًا في حماية الطفل من التنمر، “شجع طفلك على ممارسة الأنشطة التي يحبها، مثل الرياضة أو الفنون، هذا يساعد في بناء شخصيته ويزيد من ثقته بنفسه”.
دعم المدرسة
ينصح دكتور إبراهيم مجدي، الآباء بالتعاون مع المدرسة، “تواصل مع المعلمين واطلب منهم مراقبة سلوك الأطفال، المدارس يجب أن تكون بيئة آمنة وداعمة لجميع الطلاب”.
التنمر على الأطفال
استخدام التكنولوجيا بحذر
في عصر التكنولوجيا، يوصي مجدي، بأهمية تعليم الأطفال كيفية التعامل مع التنمر عبر الإنترنت، “علمهم كيفية الإبلاغ عن السلوك السيئ وأهمية الخصوصية”.
الدعم النفسي
إذا كان الطفل يعاني من آثار نفسية سلبية بسبب التنمر، ينصح استشاري الطب النفسي، إلى ضرورة استشارة متخصص نفسي، “الصحة النفسية للأطفال مهمة جدًا، والدعم النفسي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا”، مؤكدًا أن هناك عدة علامات يمكن أن تشير إلى أن الطفل قد يتعرض للتنمر، من المهم مراقبة سلوكيات الطفل ومشاعره.
التنمر على الأطفال
العلامات التي تدل على أن الطفل يتعرض للتنمر
وعن العلامات التي يجب الانتباه إليها عند تعرض طفلك للتنمر، يوضحها الدكتور إبراهيم مجدي بتغييرات في السلوك، وتراجع في الأداء الدراسي أو الاهتمام بالمدرسة، وتجنب الذهاب إلى المدرسة أو الخروج مع الأصدقاء. كما يكون هناك تغيرات في المزاج، وزيادة في مشاعر القلق أو الاكتئاب، والشعور بالحزن أو الوحدة بشكل متكرر.
وواصل: كما أن هناك علامات جسدية ظهور كدمات أو إصابات غير مفسرة، وشكاوى متكررة من آلام جسدية، مثل الصداع أو آلام البطن، مع تغيرات في النوم وصعوبة في النوم أو كوابيس متكررة، والاستيقاظ في الليل والشعور بالخوف.
الدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي
تراجع في الثقة بالنفس
ولفت أن من علامات التعرض للتنمر قلة الحديث عن نفسه أو إنجازاته، مع فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يحبها، مضيفًا الابتعاد عن الأصدقاء أو الأنشطة الاجتماعية وقضاء وقت أطول بمفرده أو في عزلة، بالإضافة إلى تغييرات في عادات الأكل، مثل فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل، وتراجع في النظافة الشخصية وسلوكيات عدوانية أو دفاعية، مع زيادة في الانفعالات أو العدوانية تجاه الآخرين، والدفاع عن نفسه بشكل مفرط أو التصرف بشكل حذر.
نصائح تساعد على التعامل مع طفلك في حالة تعرضه للتنمر
ويوصي استشاري الطب النفسي، بالتحدث مع الطفل عن مشاعره بطريقة غير ضاغطة يتطلب بعض الاستراتيجيات. بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في ذلك:
1- اختر الوقت المناسب، وابحث عن اللحظات التي تكون فيها أجواء المحادثة مريحة، مثل أثناء تناول الطعام أو أثناء التجول في الحديقة.
2- استخدم أسئلة مفتوحة، بدلاً من طرح أسئلة نعم أو لا، استخدم أسئلة تشجع على الحوار، مثل: “كيف كان يومك؟” أو “ما الذي يجعلك سعيدًا اليوم؟”.
3- كن مستمعًا جيدًا، فاستمع إلى ما يقوله طفلك بدون مقاطعة، وأظهر له اهتمامك من خلال تعبيرات وجهك ولغة جسدك.
4- شارك مشاعرك الخاصة، بمشاركة تجاربك ومشاعرك بطريقة بسيطة، مما يساعد الطفل على فهم أن من الطبيعي أن يشعر الجميع بمشاعر مختلفة.
5- استخدم القصص أو الألعاب لتسهيل المحادثة، يمكنك قراءة قصة تتعلق بالمشاعر ثم مناقشتها مع طفلك.
6- تجنب الحكم أو النقد، واجعل طفلك يشعر بالأمان في مشاركة مشاعره دون خوف من الحكم، تجنب التعليقات السلبية أو النقد.
7- كن صبورًا إذا لم يكن طفلك مستعدًا للتحدث، اقبل ذلك وامنحه المساحة اللازمة، يمكنك دائمًا العودة للحديث في وقت لاحق.
8- شجع التعبير عن المشاعر، باستخدام وسائل التعبير مثل الرسم أو الكتابة، قد يشعر بعض الأطفال براحة أكبر في التعبير عن مشاعرهم بهذه الطرق.
9- أظهر الدعم والاهتمام، وأكد لطفلك أنك هنا لدعمه مهما كان ما يشعر به، اجعله يعرف أنه يمكنه دائمًا التحدث إليك.
10- تعليم مهارات التعامل مع المشاعر، وعلم طفلك طرقًا صحية للتعامل مع مشاعره، مثل التنفس العميق أو ممارسة الرياضة.