مصر والمخاطر على الحدود: وعي القيادة وصلابة الدولة

بقلم: أحمد الشرقاوي 

لم تكن مصر يومًا بعيدة عن محاولات استهداف أمنها واستقرارها، فقدرها أن تكون قلب الأمة ودرعها. واليوم، نعيش مرحلة دقيقة تتكالب فيها التهديدات على حدودنا من اتجاهات متعددة، في مشهد يعكس حجم المؤامرة التي تُحاك ضد وطننا، والتي تستدعي منا جميعًا – شعبًا وقيادة – الوقوف صفًا واحدًا لحماية الدولة المصرية من كل من تسوّل له نفسه العبث بأمنها القومي.

لا تخطئ العين ما يحدث في الإقليم من توترات وتحركات غير بريئة، بدءًا من التغيرات السريعة في المشهد الليبي، مرورًا باضطرابات شرق المتوسط، ووصولًا إلى الجبهة الجنوبية وما يرتبط بها من تحديات أمنية تتعلق بالقرن الإفريقي. كلها مؤشرات تؤكد أن مصر مستهدفة، وأن هناك من يسعى لاختبار صبر الدولة المصرية وقوتها.

لكن ما يجب أن يدركه الجميع، هو أن مصر ليست دولة يمكن زعزعتها بالمؤامرات أو بإشاعة الفوضى. فاليقظة التي تبديها الدولة المصرية على مستوى القيادة السياسية والأجهزة السيادية تعكس إدراكًا عميقًا لطبيعة المرحلة، ووعيًا كاملًا بخطورة ما يُدار خلف الستار.

وقد برز دور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيس الجمهورية – بشكل واضح في هذا الإطار، حيث كان صريحًا وحاسمًا في كل المواقف التي تطلبت وضوحًا في الرؤية وقوة في الرد. فخطاباته في أوقات التوتر دائمًا ما تكون رسائل موجهة للخارج قبل الداخل، مفادها أن أمن مصر القومي خط أحمر، وأن القوات المسلحة مستعدة دائمًا للدفاع عن كل شبر من أرض الوطن.

كما أن التحركات السياسية التي تقودها مصر في المحافل الدولية، وحرص القيادة على بناء تحالفات استراتيجية متزنة، تعكس دبلوماسية وازنة تقوم على مزيج من الحكمة والحزم. فمصر ليست دولة مغامرة، لكنها في ذات الوقت لا تقبل بفرض الأمر الواقع على حساب أمنها وسيادتها.

إن الشعب المصري اليوم أكثر وعيًا مما مضى، ويدرك أن ما يحدث من محاولات لتشويه الحقائق أو بث الشائعات إنما هو جزء من تلك الحرب الخفية التي تستهدف الداخل من خلال ضرب الثقة بين المواطن والدولة. ولهذا فإن الرد الأقوى على هذه المؤامرات يكون بالتماسك الوطني، وبالثقة المطلقة في مؤسساتنا، وبالدعم الكامل للرئيس والقوات المسلحة في معركة الحفاظ على الدولة.

مصر ستبقى قوية، لأن الله يحفظها، ولأن فيها رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يقود سفينة الوطن وسط أمواج متلاطمة بثبات ورباطة جأش، مدفوعًا بإيمان لا يتزعزع بأن مصر فوق الجميع، وستبقى دائمًا في موقع القيادة مهما حاول المتآمرون.