الصحه

رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي… هل باتت الإقالة حتمية؟

كتب علاء الشيخ

أثارت واقعة مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي بالدقي صدمة واسعة داخل المجتمع الطبي والرأي العام، بعدما تعرض عدد من المرضى لمضاعفات خطيرة عقب خضوعهم لتدخلات جراحية بقسم الرمد. ورغم سرعة تحرك وزارة الصحة عبر لجان فنية متخصصة وإحالة المسؤولين المباشرين إلى التحقيق، إلا أن الأزمة ألقت الضوء على مسؤولية الهيئة العامة للتأمين الصحي برمتها، وعلى رأسها قيادتها.

مسؤولية تضامنية لا يمكن إنكارها

تُعد الهيئة العامة للتأمين الصحي واحدة من أكبر مؤسسات الرعاية الصحية في مصر، وتشرف على عشرات المستشفيات وملايين المؤمن عليهم. وعليه، فإن أي خلل جسيم في أحد مستشفياتها لا يمكن النظر إليه كحادثة معزولة، بل يعكس ثغرات في الرقابة والإدارة على المستوى الأعلى.
إن ما كشفت عنه تقارير اللجان من تقصير فادح في الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى، رغم وضوح البروتوكولات وتكرار التدريب عليها، يضع المسؤولية مباشرة على عاتق الهيئة التي يفترض أن تضمن المتابعة الدقيقة والتقييم المستمر.

أسباب ودوافع الإقالة

1. قصور في الرقابة المركزية: الفشل في اكتشاف أو منع هذه المخالفات قبل وقوعها يعكس ضعف منظومة المتابعة التي تقع ضمن مسؤوليات القيادة العليا.

2. تكرار الشكاوى: لم تكن هذه الأزمة الأولى، إذ سبقتها انتقادات متكررة حول تدني مستوى الخدمات في بعض مستشفيات الهيئة، وهو ما يثير تساؤلات عن كفاءة الإدارة.

3. غياب الشفافية المؤسسية: تأخر الاستجابة للأزمات أو الاكتفاء بقرارات جزئية يزيد من فقدان ثقة المواطنين في خدمات التأمين الصحي.

4. التأثير على الثقة العامة: أي خلل طبي يتحول سريعًا إلى أزمة مجتمعية، ما يستدعي تغييرًا على مستوى القيادة لطمأنة الرأي العام وإثبات جدية الإصلاح.

إقالة كخطوة إصلاح لا عقاب فقط

إقالة رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي – إن تقررت – لا ينبغي النظر إليها كإجراء عقابي فردي، بل كخطوة إصلاحية لإعادة هيكلة الإدارة العليا، وضخ دماء جديدة قادرة على فرض الانضباط، وتطبيق أعلى معايير الجودة في الرعاية الصحية. فالإصلاح يبدأ من القمة، وإعادة بناء الثقة لن تتحقق دون تغييرات جذرية في مواقع المسؤولية.

خاتمة

أزمة مستشفى 6 أكتوبر قد تكون الشرارة التي تفتح الباب أمام مراجعة شاملة لأداء الهيئة العامة للتأمين الصحي، وعلى رأسها رئيسها. وإذا كان الهدف هو حماية المريض وتعزيز الثقة في المنظومة الصحية، فإن الإقالة قد تكون رسالة قوية بأن الدولة جادة في الإصلاح، وأن لا أحد فوق المساءلة.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قد يعجبك أيضاً

الصحه

تكليف دكتور محمد عبد الله مديرًا لمستشفى المقطم

الهيئة العامة للتأمين الصحي تُجدد تكليف د. محمد عبد الله مديرًا لمستشفى المقطم كتب /علاء الشيخ في إطار خطتها المستمرة
الصحه

رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي يتفقد مستشفى الهلال للتأمين الصحي التابعة لفرع المنوفية

الدكتور أحمد مصطفى رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي يتفقد مستشفى الهلال للتأمين الصحي التابعة لفرع المنوفية كتب / علاء الشيخ