بقلم رئيس التحرير

هل تورطت قطر في إسقاط حماس؟ قراءة في خفايا الاستهداف الإسرائيلي

كتب / وليد حضر

متخصص في الشئون السياسيه العسكريه 

وحروب الترسانه السيبرانيه 

منذ عقود، شكّلت القضية الفلسطينية محورًا للصراع في الشرق الأوسط، وبرزت حركة حماس كأحد أهم الفاعلين على الأرض في مواجهة إسرائيل. لكن مع كل اغتيال يطال قادة الحركة، يتجدد النقاش حول الأطراف التي قد تكون على علم أو تواطؤ – ولو ضمنيًا – مع هذه العمليات. وفي هذا السياق، يطفو تساؤل صادم: هل يمكن أن تتقاطع مصالح إسرائيل وقطر في هذا الملف؟ رغم أن الفرضية تبدو مثيرة للجدل، فإن تحليلها يساعد على فهم ديناميكيات القوة والنفوذ في المنطقة.

قطر: وسيط أم طرف؟

تلعب قطر دورًا محوريًا في الملف الفلسطيني، حيث قدمت مساعدات مالية وإنسانية كبيرة لقطاع غزة، وساهمت في تهدئة عدة جولات من التصعيد العسكري. لكن في السياسة، لا يكفي الحكم على المظاهر. فبينما تقدم الدوحة نفسها كوسيط محايد، يرى بعض المراقبين أن هذا الدور قد يتحول إلى ورقة مساومة تستخدمها قطر في علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
– فمن جهة، تمنح المساعدات القطرية غطاءً إنسانيًا يرفع رصيدها السياسي.
– ومن جهة أخرى، فإن قربها من واشنطن يفرض عليها توازنات قد لا تتماشى دائمًا مع صورتها كحاضنة للمقاومة.

إسرائيل: سياسة الاغتيالات كأداة استراتيجية

منذ تأسيسها، اعتمدت إسرائيل سياسة الاغتيالات لتصفية خصومها، معتبرة أنها أسرع وسيلة لإضعاف البنية القيادية للفصائل الفلسطينية. لكن مع تصاعد قدرات حماس، لم تعد العمليات العسكرية وحدها كافية. هنا يطرح المحللون فرضية: أن إسرائيل قد تسعى إلى استثمار علاقاتها غير المباشرة مع بعض الدول الإقليمية لتسهيل هذه العمليات، سواء عبر المعلومات أو عبر السماح بتحركات غير مرئية.

تقاطع المصالح: فرضية محتملة لا أكثر

إذا افترضنا وجود توافق خفي بين تل أبيب والدوحة، فإن ذلك قد يُفسَّر بعدة دوافع:
1. إسرائيل: التخلص من قيادات حماس لتقويض قدرتها على إدارة الصراع سياسيًا وعسكريًا.
2. قطر: تعزيز موقعها كوسيط ‘موثوق’ لدى واشنطن عبر تقديم أوراق اعتماد غير معلنة.

لكن هذا السيناريو محفوف بالمخاطر:
– فهو قد يضرب صورة قطر أمام الشارع العربي، ويحوّل خطابها الإعلامي إلى محل تشكيك.
– كما أنه قد يفتح الباب أمام خصومها الإقليميين لاستغلال هذه الثغرة لتقويض نفوذها.

الانعكاسات الإقليمية والدولية

  1. فلسطينيًا: أي إشارات عن تواطؤ إقليمي ستؤدي إلى فقدان الثقة الشعبية بالوسطاء، وربما تعزز من خطاب المقاومة المتشدد.
    2. إقليميًا: قد يعزز هذا من اختراق إسرائيل للخليج سياسيًا، ويمهّد لمرحلة جديدة من العلاقات العلنية والسرية معًا.
    3. دوليًا: ستجد واشنطن نفسها أمام اختبار صعب: هل تواصل الاعتماد على قطر كوسيط، أم تبحث عن بدائل أكثر ‘نزاهة’؟

الخلاصة

الحديث عن تقاطع مصالح بين إسرائيل وقطر في استهداف حماس قد يبقى في إطار الفرضيات والتحليلات، لكنه يكشف عن حقيقة أعمق: أن القضية الفلسطينية لم تعد مجرد صراع ثنائي بين مقاومة واحتلال، بل ساحة تتشابك فيها حسابات القوى الإقليمية والدولية. ويبقى السؤال: هل تظل هذه الفرضيات مجرد تحليلات، أم يكشف المستقبل عن وقائع تؤكدها؟

الكلمات المفتاحية (SEO):

قطر، إسرائيل، حماس، اغتيال قادة حماس، الصراع في غزة، الوساطة القطرية، الشرق الأوسط، السياسة الإقليمية

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قد يعجبك أيضاً

الشئون السياسيه والعسكرية والحروب السيبرانيه
بقلم رئيس التحرير

عين الشيطان السيبرانيه

انتم مراقبون.. حياتكم ليست إلا كتابا مفتوحا أمام أعدائكم.. تفاصيل هذه الحياه.. انفاسكم ضحكاتكم آهاتكم. كل ما يشغل بالكم. ما
القوات المسلحه بقلم رئيس التحرير

ردع 2024: مناورة عسكرية مصرية تعكس القوة والجاهزية لحماية الوطن

شهد الفريق أول / عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى تنفيذ النشاط التدريبى "ردع 2024"