مصر بخير… رغم التوترات

بقلم: أحمد الشرقاوي
في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة وأحداث ملتهبة، ما بين صراعات إقليمية ومواجهات عسكرية وتصعيد متبادل بين قوى إقليمية ودولية، يبقى السؤال الأهم في أذهان المواطنين: “وماذا عن مصر؟”
الإجابة واضحة، ومطمئنة: مصر بخير.
مصر بخير، لأن مؤسساتها متماسكة، وجبهتها الداخلية صلبة، وشعبها واعٍ ومدرك لما يُحاك من حوله. مصر بخير، لأن قيادتها تتحرك بحكمة بالغة، وتوازن دقيق، يراعي مصالح الوطن، ويجنّب شعبه الدخول في صراعات لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
ومع تصاعد التوترات في محيطنا العربي – سواء في الخليج أو في الشام أو فلسطين المحتلة – ظلت مصر صوت العقل، وركيزة الاستقرار، وقبلة الوساطة الصادقة، تتحرك باسم الأمة لا لمجرد الحضور، بل لتصنع الفارق وتمنع الانفجار.
لا نخفي القلق المشروع الذي يشعر به الشارع المصري من تطورات الأحداث، خاصة مع سيل الشائعات والتضليل الإعلامي، لكن الحقيقة أن الدولة المصرية تتابع وتُدير الموقف بكفاءة، وتضع أمنها القومي في صدارة الأولويات، دون ضجيج أو استعراض.
مصر ليست دولة تبحث عن دور، بل هي دولة الدور نفسه… وهي التي تعرف جيدًا متى تتكلم، ومتى تتدخل، ومتى تصمت ليكون الصمت أبلغ من أي بيان.
وفي الوقت الذي تشتعل فيه النيران من حولنا، يواصل المصريون بناء دولتهم، وتستمر عجلة الإنتاج، وتُستكمل المشروعات، وتُعقد الامتحانات، وتُقام الشعائر، ويُمارس المواطن حياته الطبيعية… في رسالة تقول للعالم كله: هنا مصر، بلد الأمن والأمان، بلد الحكمة والاتزان.
نعم، مصر بخير…
وستظل بخير، بإذن الله، ما دامت تضع في قلبها شعبها، وفي عقلها مستقبلها، وفي بوصلتها الحقيقة وحدها.